لواء/نبيل شكرى:كيف تكون حرآ وتعيش مسجونآ ظلمآ؟

لواء/نبيل شكرى: كيف تكون حرآ وتعيش مسجونآ ظلمآ؟
طوال عمرى حر..طليق..اطير فى السماء..كالعصفور..اعلم ابنائى الحرية..وحياتى هى سمائى،وموتى ..يوم أن يمنعونى من الطيران..كيف؟ وقد إلتزمت طوال جهادى ،بالدفاع عن سماء وطنى.
عام 1967م..سنة النكسة..وقد دمرت كل مطاراتنا بالكامل..ويومها احسست بالعار والذل والهوان...وانا طيار من الدرجة الاولى ،كما يقولون عنى،هانت على نفسى،ولم تهن بلادى ابدآ..
يومها كنت بالمطار وهو تنسحل طائراته من ضرب العدو الاسرائيلى فجأة ،لم يكن لى سبيل إلا ان أنتقم لبلادى،من هؤلاء التتار،الظالمين،وانا أعلم علم اليقين...انهم ظالمون..وبلادى مغبونة...
لم يكن هناك وقت،لتخبئة الطائرات فى حظائرها،وتم دكهم وهم واقفون على ارض المهبط المدمرة بالكامل..كنت ابكى من حرقة الإنهزام والعار الذى مس مصر،ومس سلاح الطيران الجوى..وبكيت بحرقة الطفل،عندما تنكسر له لعبة...اويضيع من قرش وقتها...

لم تهن على بلادى لحظة،وهى تتحطم امامى،كأن سكين طعنت به فى قلبى،مما جعلنى اتجه لطائرة سليمة من طائراتنا الحربية...فمنعنى الميكانيكية بالمطار،قائلين لى كيف ياافندم نجهز لك طائرتك،والمطار لم يعد به موقع للإقلاع...قلت لهم..وقد اشهرت مسدسى بوجوههم..إن لم تجهزوا طائرتى..الآن..سأضرب هذه الطبنجة..بطلقاتها فى أمخاخكم،...
وفى الحال إستجاب عمال الطيران الفنيين الشجعان لى بعد التهديد،وركبت طائرتى ،بعد ان قلت الشهادتين،وتوكلت على الحى الذى يموت وانطلقت كالمجنون...ابحث عن طائرة للعدو..تدك اراضينا المصرية...وعثرت على طائرتين صهيونتين..الاولى هربت منى...والاخرى اشتبكت معها ودمرتها بإيمانى ويقينى بحرية بلادى وفداءها بكل مرتخص وغالى..حتى حياتى فداءآ لمصرنا الحبيبة الغالية على قلبى..وقلوب كل من يحب الحرية..والكفاح والنضال..ولا لليأس ابدآ..طالما إن الله معنا..وهذا ما يكفينا..ايوجد اعز ولا اكرم من العزيز الغالى المقتدر....

فى يوم خالد،من ايام وطننا الباسل،يقول عنى اصدقائى..انى بإشتباك جوى،تعطل المحرك الذى يقودنى،..وجاءتنى تعليمات من الخدمات الارضية ،أن أقفز واترك طائرتى،...وإلا مت فيها...
كيف اترك روحى وحياتى..طائرتى هى معبدى وسكنى..هى التى اتت بأموال اهل وطنى ،واموالهم،وعملهم ومهانتهم وفكرهم ومن إستقطاع من رواتبهم....كيف اتركها وهى امانة فى عنقى..وانا نبيل ..وفعلى لابد ان يكون نبيلآ..
عملت ما فى وسعى ان اهبط بدون خسائر ولم اتركها،إما نعيش سويآ،او نموت فداءأ للوطن واهل بلادىأننى نزلت بها بمنتهى التواضع والأدب..وحيانى افراد طاقمى وهللوا..بعدما فعلت الواجب..ولم استكن.
واستطع ان اقول..وقد قارب عمرى على الثمانين عامآ،انه لم يجيئ على يوم ،تخليت فيه عن مبادئى واهلى الذى هو وطنى....واقول وانا اللواء نبيل شكرى الطيار المقاتل الشرس ،كما كانوا يسموننى،أننى عملت بإخلاص وحب وفداء،لإعلاء كلمة بلادى بالمستحيل الذين يرونه...واننى بحرب اكتوبر المجيدة بعام 1973..لم اكن انا نبيل شكرى..بل كنت مقاتلا فقط ،ازود عن ارض ابى واجدادى،وحبى السليبى.

كنت قائدا لسرب من الاسراب،ورغم هذا كنت اطير فى السماء مذبوحآ...احس بعار 67..احس انى لابد ان آخذ تار بلادى ،وزملائى الذين استشهدوا،وتار اهل بلدى العظماء المصريين...
وقد كرمنى السيد الرئيس الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رحمة الله عليه والراحل العظيم البطل انور السادات،بطل العبور والنصر المؤزر من عند الله بأنواط الشجاعة والواجب والنياشين...
أعيش بشقة ،قبل وبعد إحالتى على التقاعد،بشقة متواضعة..اجرها الشهرى..عشرة جنيهات مصرية..وظللت ببيتى اكثر من عشرين عاما...واعيش على معاشى الشهرى...ثم..ثم..
فوجئت بسجنى..وانا مريض..والذى سجننى هو محمد مرسى والاخوان...
اى جريمة فعلتها..ومازلت مسجونآ...على ذمة القضية...وزملائى خرجوا بكفالات..لماذا..وماهى التهمة..وماهى اثباتاتهم....؟
أننى اعيش مسجونا ..مقهورآ..ذليلا..مع المجرمين والافاقين وارباب السجون....
وفوجئت بالسيد مرسى المسمى رئيسآ جمهوريأ..يطلق العفو والسماح على قاتلين السادات البطل...؟
ثم فى الاحتفال بيوم 6 أكتوبر المجيد،انه يقوم بتكريم القتلة والسفاحين..ويعزمهم..فى هذا اليوم المجيد..ولا يكرم احدآ من ابطالنا الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الغالية مصر؟؟
ويعزم اهله وعشيرته من كل المحافظات الإخوان فقط..ولا يعزم من الشعب المصرى البطل او الابطال الذين يقولون لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله..كيف هذا؟
افعال شيطانية تعتريهم..هم ورئيسهم..ولا اعتبره رئيسى ابدآ...مصر خالية من رجل امثال جمال او السادات..لا يحكمها الا الإخوان وبديع والشاطر وحسن مالك...مصر خالية من الرجال الشرفاء..مصر بها فقط الطامعين فى عرشها...وليس بهم اى واحد له الحق فى حكم وقيادة البلاد لبر الأمان..

لسان حال اللواء نبيل شكرى ،يعتصر ألمآ ومرارة،حينما يرى ندوة بإسمه ،وهو يرى ابنته تتكلم عنه وهى رابطة الجأش،وشقيقته وهى تبكى بحرقة الطفل الذى يحس بمرارة الظلم والتعسف...وابنة اخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،وهى تجيئ من الاسكندرية،لتقف بجوار ابنته وتؤازرها،وكوكبة من اللواءات اللامعين الافاضل..ومن بينهم صديقه وصديقى اللواء يحيى جاد،ولفيف من من اطياف الشعب المختلفة..ومن الاحزاب..ومنهم ممثلات عن حزب الفريق احمد شفيق..ويقود الندوة بنقابة الصحفيين السيد محمد عبد القدوس الصحفى الثائر اللامع..
أى ظلم هذا وتعنت..أى تجبر وتسوييف للحقائق..؟
إننى مع جموع من اجتمعوا وان العبد الفقير معهم نطالب مرسى بالإفراج الفورى عمن ضحى بعمره وكفاحه وعرقه ودمه فى سبيل مصر..


إن الله منتقم جبار،وسيعلم الفاشلين والخائنين والخائفين،انهم اخطأو..وانهم سيعودون قريبآ إن شاء الله...إلى جحورهم وزنازينهم..التى اعدت لهم منذ زمن..وان الثورة الصحيحة التى قامت فى 25 يناير 2011 لم تحقق اهدافها من العدالة والحرية والكرامة الانسانية...وان من تجبر وأسى سوف تدور عليه دائرة الموت وينقلب الحال والذى كان سجانآ سينقلب سجينآ مرة اخرى على من تجسس وتم تهريبه ثم اصبح هو وعشيرته من يحكمون مصر ومن بها من شعب مسحول،...وعلى الباغى..تدور الدوائر...والله الموفق...والسلام..وإن الله لا يضيع اجر من احسن عملآ..صدق الله العظيم.
-------------------------
بقلمى مهندس/علاء بيومى
اليوم الخميس 21 فبراير عام 2013م
القاهرة