(14، 15) سورة الجن . وما بعث الله مسك ختامهم إلا بالإسلام قال تعالى لنبيه: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة . وخاطبه الله جل وعلا بقوله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } (19) سورة آل عمران .
فالدين الوحيد الذى ارتضاه الله لأهل السماء وأهل الأرض لا للعرب فحسب بل للبشرية جميعاً إنما هو دين الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } ووالله ما أحرق البشرية لفح الهاجرة القاتل، وما جعل البشرية تمشى فى التيه والظلام إلا بمحاربتها الإسلام، وإلا باعتدائها على الإسلام، وإلا بانحرافها عن دين الله جل وعلا الذى أنزله للبشرية لتسعد به فى الدنيا والآخرة على السواء، فإن العالم كله اليوم محروم من نعمة الأمن والأمان على الرغم من كثرة الوسائل الأمنية المذهلة وعلى الرغم من التخطيط العلمى المذهل المبنى على العلم النفسى والاجتماعى لمحاربة العنف والجريمة فى كل مكان، العالم محروم من نعمة الأمن والأمان على الرغم من كثرة أسلحته النووية والبيولوجية والذرية على الرغم من كثرة أحلافهم العسكرية، وعلى الرغم من كثرة منظماته وهيئاته، حرم العالم من نعمة الأمن والأمان بل إن ملايين البشر ينتظرون الموت الآن فى كل لحظة ، لأن الوسائل الأمنية التى اخترعتها البشرية البعيدة عن منهج الله تحولت هى نفسها إلى وسائل للإبادة، لإبادة الجنس البشرى بين غمضة عين وانتباهتها، تحولت وسائل الأمن إلى فزع ورعب لملايين البشر ينتظرون الموت فى كل لحظة، ضاقت الدنيا كلها فى وجوهم رغم اتساع الأرض هنا وهنالك بل واسودت الدنيا فى أعينهم على الرغم من كثرة أضوائها بل لا يجدون لقمة الخبز رغم كثرة الأسواق المشتركة العملاقة، وعلى الرغم من كثرة الأموال بل ولا يشعر العالم كله الآن براحة النفس واستقرار الضمير وانشراح الصدر وهدوء البال.
كل هذا نتيجة انحراف البشرية المنكوبة عن شريعة الله جل وعلا عن هذا الدين الذى ارتضاه الله للبشرية كلها، لتسعد به فى الدنيا والآخرة قال جل وعلا : {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} (123 ، 127) سورة طـه