السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع والجبال والشجر على إصبع، ثم باقى الخلائق على إصبع ثم يهزهن ويقول: أنا الملك، أنا الملك، فضحك النبى حتى بدت نواجذه تصديقاً منه لقول الحير وتلا النبى قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر
يا لها من معية لو عرفت الأمة قدرها! فمعها القوى الذى لا يغلب، ومعها الحى الذى لا ينام، ومعها الهادى الذى لا يضل، ومعها الغنى الذى لا يفتقر، ومعها العزيز الذى لا يذل، يا لها من معية كريمة! إنها معية الله جل جلاله الله هو الاسم الذى ما ذكر فى قليل إلا كثره، الله هو الاسم الذى ما ذكر عند كرب إلا أمنه، الله هو الاسم الذى ما ذكر عند خوف إلا أزاله، الله هو الأسم الذى ما تعلق به فقير إلا أغناه، الله هو الأسم الذى تستجاب به الدعوات، الله هو الاسم الذى به ولأجله قامت الأرض والسماوات: الله الله مالك الملك وملك الملوك وجبار المساوات والأرضين، أين عاد؟ أين ثمود؟ أين فرعون؟ أين قارون؟ أين هامان؟ أين أبرهة؟ أين اصحاب الفيل؟ أين الظالمون؟ اين التابعون لهم فى الغى؟ بل أين فرعون وهامان؟
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم
هل أبقى الموت ذا عز بعزته
لا والذى خلق الأكوان من عدم
فى الورى ظلم وطغيان
أو نجا منه بالسلطان إنسان
الكل يفنى فلا إنس ولا جان
قال الرحيم الرحمن: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (6 ، 14) سورة الفجر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} (1-5) سورة الفيل .
لا يتحكم فى الكون أحد إلا الواحد الأحد لماذا اختل اليقين فى القلوب؟ لماذا ضعفت الثقة فى ربنا؟ لماذا أصبحنا لا نؤمن إلا بالماديات قلنا قبل ذلك: ندعو على أعداء الأمة، فينظر إلينا البعض بنظرات تحمل من المعانى ما الله به عليم، يقولون: ما الذى يقوله هؤلاء الدروايش؟ وما الذى ينتظرونه؟ فشاء الله جل وعلا أن يضمد جراح القلوب