.ذكرى وفاة صديقى ووالدى الواحدة والعشرين
------------------------
تخيل...،وانت جالس ببستان ،به كل جمالايات الدنيا ،التى لا نملكها،ثم جاء من جعلك تعيسآ بائسآ به،وحرمك من هذا البستان الجميل.
هكذا كان فراق ابى الغالى عنى...أحسست ساعتها بالموت ،ينتزع روحى أنا..وقلبى كسير..لا يملك إلا الإيمان بقضاء الله....
لم يكن والدى، فقط...بل كان كل مالى من اصدقاء...كان يتفهمنى قبل ان اصارحه...عندما كان ينظرنى...و...كان دوما يتوق لرؤياى ..لو غبت عنه سويعات..
كم قاسى بهذه الدنيا الخرباء..كما عانيت انا..وقاسيت...بل ان هذه الدنيا..لم ترحم ذل الضعف والشيخوخة لديه...وهو الذى ما ترك شيئ بها إلا أحدثه بالإيمان بالله و بالخير والمثابرة والجلد!..
كان يمتاز بالقلب الكبير ،الضحوك،العاقل..بإتزان..عقل كبير جدا..يحلل الاشياء،منطقى..ويقول الحدث..قبل وقوعه...
وتفاهم مع كل انسان صادقه...
لم يكن نبيآ، فعصر الانبياء قد خلص...لكنه احب كل الناس..فأحبه الخالق العظيم سبحانه..وأحبب فيه خلق الناس..
كان شبابا..رغم سنه الذى قرب على ال68 وقتها...لكنه..كانت لاتجد فرق السنين..تفرق مع شخصيته...
كنت احسه جمال عبد الناصر...او انور السادات...او صلاح جاهين...ولكنه كان بشخصيته السيد محمد بيومى..الإنسان..ابن الريف...ابن السنبلاوين..دقهلية..التى انجبت..انيس منصور..وكان زميله بالثانوى بالمنصورة...وكذلك السيدة العظيمة ام كلثوم..والسيدة الرقيقة..فاتن حمامه..
كان صديق عظيم..انعمت به الدنيا على...وكان نعم الوالد والحبيب الغالى...وكانت جلساتى معه كلها عقل واتزان وضحك ..وقفشات..فإكتسبت ذلك منه..وإن كنت..لا أضاهيه مقاما وفخرآ...
لم احس بفارق الاجتماعيات..بينى وبينه..وكان الاحترام هو وسيلتى نحوه...وحاول كثيرا ان يفهمنى الدنيا،ومحتواها...وربما فهمت منه الكثير الكثير...
أحسست بتفاهم نفسى بينى وبينه..واكتسبت ربما بعض من شخصيته العظيمه..
كنا مع بعضنا سويآ..فى المقاومة الشعبية اثناء حرب 73..
لازمته طوال مرضه..بعد المعاش..عام 1984..وقد جاءه المرض الخبيث..عام 1989..وقاومه..ولم يستسلم..لآخر لحظات حياته..بل على العكس..تقبله بنفس راضية..بقضاء الله..ولم يتوانى..وانا معه ملازمه..عن محاربة المرض بكل الطرق...
لم يغيره حاله...المبتسم للحياه..حتى وهو يجرى العملية الاخيرة..والتى استمر فى العناية المركزة بالمستشفى 40يوما..من المعاناة..والربطة..
كان يغنى لعبد الوهاب..ياجارة الوادى..مع ابن عمتى صديقى الراحل محى الدين كامل..وهو على سرير الموت..
رحم الله الصديق والاب والانسان والخلوق..والمبتسم كان دائمآ....
رحم الله والدى ،الحاج،واسكنه فسيح جناته...فدوما كان يقف معى فى كل ازماتى...ولم اتركه..الا حين تركنى وحيدا...بدون صديق..واب..وحبيب..يتفهمنى...وكل نفس ذائقة الموت..ورحمة الله عليه..ولن يعوضنى الله..خيرا عنه ابدا..مهما كان...
رحمك الله يا صديقى الغالى والحبيب الوالد..السيد محمد بيومى..الإنسان بحق الكلمة ومعناها...
-----------------
إبنك البار
علاء بيومى
11 يونيو 2013م