ومات سعيد فتحى..اخيرا..بلا ولد..او ابنة تقف بجواره حين موته..وهو غير سعيد!!!!
=-=-=-=-=-=-=-
وصل لأعلى رتبة ..فى قلبى على اساس انه صديقى ..وفى الجيش المصرى..كلواء..وقدم لمصر تضحيات كبيرة..وعندما وصلنى خبر وفاته..كنت اتوقع وصوله..فقد كنت عنده بالمستشفى العسكرى..يكاد يكون يوميا ...ولم لا وهو كان دائم السؤال عنى..طوال حياتى وحياته التى امتدت الى ال80 عاما..
كان الفرق بيننا بالسن حين توفى امس مساءا بالعناية المركزة بالمشفى حوالى 20 عاما..ولم يكن هذا الفارق..سببا فى عدم اتمام صداقتنا التى امتدت قرابة ال 40عاما..من الكفاح والنضال من اجل مصرنا الغالية..والصداقة الحلوة التى اعتبرته به..بمثابة اخى الاكبر..ولم يكن لى...
قضينا سويا احلى الذكريات واغلاها...والبؤس الذى شهدته مصر منذ هزيمة يونيو67..فقد كان يبكى امامى عندما يتذكرها..
ورغم كونه بطلا باسلا من ضباط القوات المسلحة المصرية..إلا انه لم يبح يوما بالاسرار العسكرية..الا من حوالى شهر تقريبا..حين سرد لى..بطولاته التى لم اكن اعرفها منه هو شخصيا؟؟
لم يتزوج..طوال عمره..لكنه كان مؤمنا بقضاء الله سبحانه وتعالى...
ربى وعلم وزوج اشقاءه جميعا وخصوصا شقيقاته الثلاث..قائلا لى انها كانت اسعد لحظات عمره ان يرى اخوته سعداء وسعيدات فى بيوتهم جميعا..متنازلا عن سعادة لم يتمناها وحده..دون وازع او هدف..غير الشهامة والشفافية وعدم حب الذات..الذى انكره.................
مات سعيد او اللواء اركان حرب سعبد فتحى..راضيا مرضيا..غير سعيد..فلم يحس بقربنا بجانبه وهو مغمض العينين ممدا بسريره الابيض فاقدا للتنفس الطبيعى..فلقد كان يتنفس بالاجهزة التى تم تركيبها منذ اكثر من 3 اسابيع، فلم يرانا او يحسنا...لم يرى بكاءنا..لم يرى دموع اخته الصغيرة وهى تقبل يد اخيها الكبير............وتدعوا له بالشفاء..وهى على يقين..ان هذه هى نهايته هذه المرة ولن يفيق ولن يضاحكها او يحنو عليها ولا اولادها الذى منذ 5 اشهر توفى زوجها اللواء ايضا...ولن تحس بحنانه الذى كان يغدقه عليهن هى واختيها او اشقاءها الرجال ال4..فقد غاب..كغياب القمر عن الوجود..وحلت الظلماء بدنيا امتلأت بالبرد والظلام وقلة الاحاسيس..............
اعلم وانا مؤمن والحمدلله..ان كلنا زائلون...للحساب والقيامة..ولكن هو الفراق وهو اصعب من غدر الزمااااااااااااااااان..ولقد غدر بى كثيرا انا..ولا ابالى؟؟؟
-لم تكن الصداقة فقط هى التى جمعتنا..بل الحب والمودة والاخوة..ولم اكن ارتاح الا معه حين اقابله او اذهب اليه وهو يحيا وحيدا،لا انيس او جليس غير الشباك بغرقته على الشارع..او الدش والتلفاز تسليته،او زيارة اخوته له بمنزله او زيارته لهم بديارهم..
وحينما قلت له سأطلب من المشير السيسى ان يكرمه ب6 اكتوبر الفائت البديع بهذا العيد الغالى..صرخ بوجهى وبكى..وهوابن ال80 قائلا لى..لا تفعل ارجوك..هو فيه حد يفتكرنى دلوقتى؟؟
انا اتنسيت؟؟
قلت ..ولكن بطولاتك باقية..
الم تكن قائد قول المدفعية وقتها بمعركة راس العش ايام حرب الاستنزاف ودمرت القول الاسرائيلى بالمدفعية ومعك جنودك وضباطك والله طبعا اولهم..ومنعت اسرائيل من الخول الى بور فؤاد..وارجعتهم خاسرين خائبين مكسورين..
قال ومن يتذكر ؟؟
مات الصديق والاخ الغالى..
رحمة الله عليه..
كان بأواخر زياراتى له يطمح ان يتزوج لمجرد النوس فقط والاهتمام بصحته وهو ابن السكر ومرضه والقلب المفتوح؟؟
رحمك الله ياغالى..
وكلنا لها..
وانا لله وانا اليه راجعون.......
==-==-=-==-==-==-==-
علاء بيومى