لم يسجد لله سجدة واحدة وشهد له الرسول أنه من أهل الجنة
هذه قصة شهيد من شهداء المسلمين ، أهديها لمن يستهويهم أن يصموا هذا بالكفر وذاك بالإيمان ، مع أن الخاتمة لا
يعلمها إلا علام الغيوب .
والله لقد سمعت حديثا رائعا للعلامة الشيخ الحبيب علي الجفري . قال أنه لا يجب أن يقع المسلم أبدا في خطيئة التكفير
لأحد ، حتى ولو كان على غير الملة . وضرب مثلا رائعا يشبه إلى حد كبير قصة هذا الشهيد العظيم ، فقال : أنا أسألك
سؤالا بسيطا جدا : صحيح أنت على دين الإسلام ،
ومن على غير ملتك هو بالنسبة لك كافر بظاهر الأمر . لكن هل أنت تعلم الغيب ، ومتيقن من خاتمتك كيف ستكون ،
حتى تعطي نفسك الحق لأن
تصنف الناس بين مؤمن وكافر ؟ . ثم هل تعلم هذا الآخر كيف ستكون خاتمته هو ، أهي على الكفر أم على الإيمان ؟
. سؤال يستحق أن نقف عنده كثيرا قبل أن نصدر أحكامنا على الناس
أما قصة شهيد الإسلام الذي ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أنه من أهل الجنة ، فهي لشهيد الإسلام عمرو
بن ثابت الأنصاري ،
الذي كان يلقب ب ( الأصيرم ) . خاله الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان . كان مترددا شاكا في أمر الإسلام كله . وكان
قومه يدعونه للدخول في الدين الجديد فيقول : لو أعلم ما تقولون حقا ما تأخرت عنه . لكنه بعد مدة وفي وقت خروج
النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين في غزوة أحد ، قذف الله في قلبه نور الإيمان وعزم على الدخول في دين الحق ،
وحمل سيفه ليشارك المسلمين القتال في أحد ، ونطق بالشهادتين أمام النبي ، ولم يعلم كثير من الصحابة بدخوله في ا
لإسلام فقاتل ببسالة وأصيب حتى أثخنته الجراح . وبينما الصحابة يتفقدون مصابيهم وقتلاهم ، وجدوا عمرو بن ثابت
وهو في النزع الأخير فسألوه ما الذي جاء به ، فقال أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وخرجت روحه
إلى بارئها . فذهب الصحابة إلى رسول الله ليخبروه بأمره
، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : إنه من أهل الجنة
وكان أمره عجبا لكل من عرف بقصته . فالمسألة إذن لا تقاس بكثرة صلاة ولا صيام أو حج أو تصدق فقط . لكنها مرتبط
ارتباطا لصيقا بصدق النية .
نسأل الله العفو والعافية وأن يرزقنا صدق النية وأن يجنبنا حب الظهور وفتنة الاستعلاء على الناس